بعد صلاة العيد
الناس دفعت السته جنيه وصلت واتبسطت .. وكله رايح يشوف هيعيد على مين .. اللى رايح يفطر مع أمه .. واللى رايح يفطر مع قرايبه .. واللى رايح يزور المقابر علشان يعكنن على نفسه أول يوم العيد .. واللى منامش من امبارح وهينام شويه وبعدين ينزل يتفاعل اجتماعياً ..
لكن الأطفال لهم دماغ تانيه خالص .. لبس العيد .. الصواريخ والمفرقعات والألعاب الناريه دى حاجات أساسيه بالنسبه لهم .. ولا يمكن ولا يجوز التنازل عنها بأى حال من الأحوال .. ولا بالتفاوض .. ولا بالتوافق ولا بالعنف حتى .. اخبط راسك فى الحيط ..
بعد صلاة العيد بلحظات .. بدأت الناس تنتشر فى الشوارع .. الغالبيه بتصلى فى ساحات أو مساجد قريبه من بيوتها .. وعلشان كده فى الأغلب الأعم هتلاقى الناس ماشيه على رجليها .. وعارفين بعض .. كل سنه وانت طيب يا باشا .. وانت بصحه وسلامه سعادتك .. غالباً الألقاب علشان هما عارفين بعض شكلاً بس .. مش عارفين أسماء بعض
بعد صلاة العيد بشويه .. مجموعه من البشر متحلقين حول أحد الأشخاص يقف بجوار سياره فارهه يتحدثون معه ويلتقطون معه صوراً تذكاريه .. لا يستطيع أحد المارة من بعيد تبين هذا الشخص بسبب الازدحام حوله .. انتهى التصوير وركب سيارته وانطلق فى سرعه مبتسماً
أحد الأطفال يلقى بنفسه تقريباً أمام السياره .. كاد ذلك الشخص أن يصدمه .. تفاداه بصعوبه بالغه وسقط الطفل أرضاً دون أن يمسسه سوء .. وسمع الجميع تلك الكلمة اللى خرجت من فم قائد السيارة الفارهه .. فتح قبل ما تعدى يا عبيط .. ابتسم الجميع .. واستمر ذلك الشخص فى طريقه
بعد صلاة العيد بدقائق .. ابتسم الجميع .. عدا ذلك الطفل .. ظل متجهماً .. لاحظ أحدهم أن ملابس الطفل رثه .. متسخه .. اقترب منه ليعرف من هو .. ولماذا تعمد أن يلقى بنفسه أمام تلك السياره .. لم يكن من المتوقع أن يبدأ الطفل فى القيام والاقتراب من أحد الأجولة وحملها على كتفه ..
إنه جوال " بيسو " .. لا .. ليس اسمه الحقيقى .. اسمه الحقيقى " محمود " .. لكن محدش بيقولى يا محمود غير أبله " فلانه " .. مديرة الملجأ اللى لما الدنيا بتقفل فى وشى بروحه ... هكذا قال بيسو أو محمود .. الشوال ده اللى بلم فيه البلاستيك واسلمه لــ " على " .. بيدينى عشرين جنيه فى اليوم .. بجيب بيهم سجاير وأكل .. لأ بنام ورا قسم " كذا " فى عربيه عامله حادثه .. العساكر عارفينى ومبيخلوش حد ييجى جنبى .. الظابط كمان عارفنى وبيديلى فلوس ومره ادالى فانلتين وجاكت بتوع ابنه .. رجعونى الملجأ بالعافيه 3 مرات .. مبحبش الملجأ .. فى ناس فى الملجأ بيعملوا حاجات وسخه معايا .. وأنا مش عايز .. لما اشتكيتهم محدش صدقنى .. ولا أبله " فلانه " ... أصلهم بيدوها فلوس .. هما ناس زينا كده قاعدين فى الملجأ برضه .. بس بيخرجوا يبيعوا حشيش ويرجعوا .. آه .. أبله " فلانه " عارفه انهم بيبيعوا حشيش .. مقدرش أقول للظابط ولا للعساكر .. الناس دول يقتلونى
لأ .. أنا مرميتش نفسى قدام العربيه .. كنت عاوز اسلم على الكابتن .. كابتن " فلان " اللى بيلعب كوره .. وكنت عاوز اقوله انى نفسى اتفرج عليه فى الماتش اللى فى الاستاد .. بس شتمنى ومشى
بعد صلاة العيد بساعه ..
اللى روح ينام روح .. واللى راح يفطر مع قرايبه راح .. واللى بيفرقع صواريخه بيفرقع .. واللى بيقرا الفاتحه فى المقابر بيقرا
بعد صلاة العيد بساعه
بيسو بهدومه الوسخه المقطعه .. لسه بيلم قزايز البلاستيك الفاضيه فى الشوال .. علشان آخر اليوم ياخد العشرين جنيه .. ويجيب سجاير وأكل .. وينام فى العربيه اللى عامله حادثه ومحجوزه ورا القسم
واحنا عايزين نروح الجنه
كل عام وانتم بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق