السبت، 21 مارس 2009

أكتوبر 1973 1- قبل الحرب

الوهم فى 1967
مما لا شك فيه أننا جميعاً نعلم مدى الجرح العميق الذى تسببت فيه هزيمة 1967 للجميع سواء فى مصر أو سوريا أو الوطن العربى بأكمله ومما لا شك فيه أيضاً أننا و إن اختلفنا على تحديد أسباب الهزيمة و المسئولين عنها ، إلا أننا جميعاً نتفق و بلا شك أن معركة السادس من أكتوبر 1973 كانت بمثابة عودة الروح للجسد المتهالك و النفوس المنكسرة طوال ستة سنوات من تجرع مرارة النكسة .
لذا علينا فى البداية أن نمر مروراً سريعاً على التطورات السريعة المتلاحقة خلال السنوات الست السابقة على معركة أكتوبر وهى السنوات التى مرت متثاقلةً بخيرها وشرها على القيادة السياسية و العسكرية فى مصر .
1- خلال حرب يونيه 1967 المشئومة احتلت اسرائيل شبه جزيرة سيناء فى مصر ومرتفعات الجولان السورية و الضفة الغربية لنهر الأردن ، و فقدت مصر 86% من سلاحها الجوى نتيجة الانسحاب المكشوف من المعركة .
2- فى 9 يونيه 1967 تحمل عبد الناصر المسئولية عن الهزيمة وقرر التنحى وإسناد رئاسة الجمهورية إلى زكريا محيى الدين ، وقامت المظاهرات يومى 9 ، 10 يونيه مطالبةً عبد الناصر بعدم التنحى عن الحكم ليقرر الاستمرار حتى إزالة آثار الهزيمة .
ناصر وخطاب التنحى

3- فى 10 يونيه 1967 أعلن كل من : المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة و شمس بدران وزير الحربية استقالتهم وتم قبولها .
4- فى 11 يونيه 1967 تم قبول استقالة كل من : الفريق أول مرتجى ( القوات البرية ) ، و الفريق أول صدقى محمود ( القوات الجوية ) ، والفريق أول سليمان عزت ( القوات البحرية ) ، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومساعدى نائب القائد الأعلى . كما تقرر إحالة بعض القادة ـ وبصفة خاصة الذين كانوا على علاقة وطيدة بالمشير عامر إلى التقاعد على أن ينفذ القرارفى نفس اليوم .
5- وفى نفس اليوم 11 يونيه 1967 تم تعيين كل من : الفريق أول محمد فوزى قائدا عاما للقوات المسلحة والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان ، والفريق مدكور أبو العز ـ محافظ أسوان حينئذ ـ قائدا للقوات الجوية والدفاع الجوى بغرض إعادة الهيكلة و البناء و التخطيط و العمل على وضع الخطة الدفاعية 200 الشهيره لتأمين غرب القناه من هجمات الطيران و المدفعية الاسرائيلية .
6- فى 21 يونيه 1967 يلجأ جمال عبد الناصر للسوفييت لإعادة تسليح الجيش المصرى وتم الاتفاق على صفقات سلاح تتم فى شكل اتفاقيات وقروض مالية ذات فترات سماح تصل إلى عشرة سنوات وبفائدة 2.5 بالمائة ، و وصل الخبراء السوفيت إلى مصر لتدريب الجيش المصرى على الأسلحة .
7- أغسطس 1967 عقد مؤتمر القمة العربى فى الخرطوم ، وكان علامة بارزة على طريق تعاون الدول العربية لإزالة آثار العدوان فقد تقرر فى هذا المؤتمر تقديم دعم اقتصادى سنوى لمصر والأردن قدره 135 مليون جنيه استرلينى يخصص منها .... 95 مليونا لمصر تعويضا عما خسرته من عوائد قناة السويس بعد إغلاق القناة وتعويضا عن خسائر بترول سيناء ، وتخصص للأردن 40 مليونا لمواجهة التزامتها ولم يخصص دعم لسوريا لأنها لم تحضر المؤتمر وقررت المملكة العربية السعودية المساهمة فى الدعم بمبلغ 50 مليون جنيه استرلينى ، والكويت بمبلغ 55 مليونا ، وليبيا بمبلغ 30 مليونا .
8- 13 سبتمبر 1967 انتحر عبد الحكيم عامر بتناول السم ، و تمت محاكمة وزير الحربية السابق شمس بدران .
9- فى 21 أكتوبر 1967 تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بصواريخ الزوارق البحرية المصرية وبدأت عودة الروح .
10- فى مارس 1969 بدأت حرب الاستنزاف وفى خلالها طلب ناصر من الاتحاد السوفيتى تزويده بحائط صواريخ أرض جو لإنهاء التفوق الجوى الإسرائيلى ، و انتهت القوات المسلحة من تركيبه فى الساعات الأخيرة من يوم 8 أغسطس 1970 وهو تاريخ وقف إطلاق النار ( مبادرة روجرز ) وانتهاء حرب الاستنزاف .
11- 28 سبتمبر 1970 يوم لن تنساه مصر : توفى الزعيم جمال عبد الناصر .
12- تولى محمد أنور السادات رئاسة مصر باعتباره نائباً لرئيس الجمهورية ، وبدأ المرحلة الثانية من الاستعداد فقام بالقضاء على عناصر الفساد فى الدولة ابتداءاً من 15 مايو 1971 وأعلن أن عام الحسم هو 1971 ، و يتخلى عنه السوفييت و لا يقوم بالهجوم فينقلب عليه الرأى العام جزئياً ، ثم يعلن أن 1972 هو عام الحسم و يتخلى عنه السوفييت مرةً أخرى و لا يرسلون الأسلحة ، و ينقلب عليه الرأى العام مرةً أخرى ، لذا يضطر إلى إنهاء خدمة الخبراء السوفييت بمصر فى 8 يوليو 1972 .
13- فى أكتوبر 1972 يكتشف السادات أن الخطه 200 الدفاعية لا تسير وفق ما ينبغى فيقيل الفريق أول محمد صادق و يعين الفريق أول أحمد اسماعيل وزيراً للحربية ، لإتمام الخطه 200 الدفاعية وخاصةً الجزء المتعلق برفع الساتر الترابى فى البر الغربى لقناة السويس ليكون أعلى من خط بارليف ، و البدء فى تجهيز الخطة الهجومية .
موعدنا فى الجزء الثانى مع خطة الهجوم و خطة الخداع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق